ادخلي الصرح... شعر الشاعر / مختار سعيدي

..خاطرة 
ادخلي الصرح...
في كل محراب من محاربك زهرة أراها تشير إلي
وبالإيحاء تروي المقاصد الجميلة التي تحملها
تتعانق العبارات و بوهيج الخشوع تسقي الأمل 
وبعبرات اخر الدعاء تبلسم ابتسامتك جراح الظنون...
أيتها الناسكة في دير التوحد
شامخة الخد على رعل التورع
أراك تنافح همتك السنا و هواك أضنى كل تجلد
عاشقك كأنه يصعد في السماء
و مريدك لا أراه يدرك فيك باليسر ما يريد.
هي ذي رياحين بوحي تعطري بها
وبرحيقها خضبي محبتنا
يعزف عبيرها الطاهر لحن الوفاء
و تطرب نسائمها الود الذي يجمعنا ...
أرى النفحات في نفسك مقيدة
وحدها خواطري مرتعها
فاقتني من اشتهاءاتي ما تشائين
واصنعي من تباريج هيامي يختا لها
هو ذا بحر وصلي بك هاديء
ينتظر ركوب الأمنيات
يهدهد في مراسيه القوارير
وتنتشي بخريره سفن الحرائر و الجاريات..
يأتيني هديلك على صهوة المساء همسات
و في الليل يستوي على عرش الشجون
يروي ما يروي الأنيس لمن يسامره
من حكا الهزل و الجد المبين
و ما روى الراوي و ردد الحادي من كلام اللهو و طرب العاشقين ..
ادخلي...إنه مجرد صرح بألوان الورود
و الوهيج الذي ينتشيك هو من خلاصة حبري العتيق..
مختار سعيدي