الجمعة، 31 يوليو 2015

ما الخلة ؟ وما المحبة ؟ ::: بقلم الأستاذ / محمود عبده المحامى





ما الخلة ؟ وما المحبة ؟ وأيهما أفضل مقاما ؟...أما المحبة = فقيل في معناها الكثير نذكر منها = هى الميل الدائم بالقلب الهائم...ايثار المحبوب .على جميع المصحوب....موافقة الحبيب فى المشهد والمغيب.....اتحاد مراد المحب ومراد المحبوب....ايثار مراد المحبوب على مراد المحب ...استيلاء ذكر المحبوب على قلب المحب....محو ماسوى المحبوب من القلب ......وقيل هى مجانبة السلو على كل حال كما قيل=ومن كان من طول الهوى ذاق سلوة **فانى من ليلى لها غير ذائق ........وأكثر شئ نلته من وصالها **أمانى لم تصدق كلمعة بارق وقيل = هى اضطراب بلاسكون وسكون بلا اضطراب .وقيل = هى ثبات القلب على أحكام الغرام .واستلذاذ العذل فيه والملام.....أما الخلة = فقال ابن القيم هى توحيد المحبة وهى رتبة لاتقبل المشاركة لذا امتحن الله سبحانه خليله ابراهيم بذبح ولده لما أخذ شعبة من قلبه .فأراد سبحانه أن يخلص تلك الشعبة له ولاتكون لغيره فامتحنه بذبح ولده من قلبه لاذبحه بالمدية .فلما أسلما لأمر الله وقدم محبة الله على محبة الولد .خلص مقام الخلة وفدى الولد بالذبح ....وقيل الخلة هى الانقطاع الى المحبوب دون اختلال ........وقيل هى الاختصاص.....وقيل هى الاصطفاء ....وقيل هى الحاجة ولهذا سمى الخليل خليلا لأن أصله الفقير المحتاج المنقطع..فسمى بها ابراهيم لأنه قصر حاجته على ربه وانقطع اليه بهمه .ولم يجعله قبل غيره اذ جاءه جبريل وهو فى المنجنيق.ليرمى به فى النار فقال = ألك حاجة ؟ قال = أما اليك فلا ..... وقيل = هى صفاء المودة التى توجب الاختصاص بتخلل الأسرار.........وقيل = أصل الخلة المحبة ومعناها الاسعاف والالطاف والترفيع والتشفيع .وقد بين ذلك المولى تعالى فى كتابه بقوله -وقالت اليهود والنصارى نحن أبناؤا الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم - المائدة 18- فأوجب للمحبوب ألا يؤاخذ بذنوبه ...واختلف العلماء وأرباب القلوب أيهما أرفع = درجة الخلة أو درجة المحبة ؟فجعلهما بعضهم سواء..... وابن القيم على أن المحبة عامة والخلة خاصة وأن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين لذا فانه أبطل قول من قال بأفضلية الحبيب على الخليل...........والذى دلت عليه الأحاديث والآثار الصحيحة أن مزية الخلة حاصلة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهو كسيدنا ابراهيم خليل الله....مع خصوصية المحبة .....بعض الاشارات بتفضيل مقام المحبة على مقام الخلة ...من ذلك قولهم = الخليل يصل بالواسطة من قوله - وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السماوات والأرض - الأنعام 75-.والحبيب يصل اليه به من قوله - فكان قاب قوسين أو أدنى -...وقيل الخليل الذى تكون مغفرته فى حد الطمع من قوله - والذى أطمع أن يغفر لى خطيئتى يوم الدين - الشعراء 82- .والحبيب الذى مغفرته فى حد اليقين من قوله - ليغفر لك الله ماتقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما - الفتح 2- ..والخليل قال - ولاتخزنى يوم يبعثون - الشعراء 87- .والحبيب قيل له - يوم لايخزى الله النبى - ....فابتدأ بالبشارة قبل السؤال.........والخليل قال فى المحنة - حسبى الله - الزمر 38- .والحبيب قيل له - يا أيها النبى حسبك الله - الأنفال 64- ..........والخليل قال - واجعل لى لسان صدق فى الآخرين - الشعراء 84- .والحبيب قيل له - ورفعنا لك ذكرك - أعطى بلا سؤال ......والخليل قال واجنبنى وبنى أن نعبد الأصنام - ابراهيم 35- والحبيب قيل له له - انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت- .............المراجع ...روضة المحبين ..الشفا بتعريف حقوق المصطفى ..بقلمى | محمود عبد الخالق عطيه المحامى

0 التعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات