الجمعة، 29 يوليو 2016

كلمات تحتاج إعادة نظر : التأمُّل $$ بقلم الكاتب والشاعر / وحيد راغب




كلمات تحتاج إعادة نظر 
التأمُّل :
هو اعمال العقل مع العاطفة لفهم الاشياء من باطنها قبل ظاهرها , وغالبا ما يكون محايد وفلسفى عميق , والتأمل اعلى درجات الفكر وهو يعمل الخيال الناضج ايضا بلا اسفاف ولا تفريط , فما كانت رحلة محمد"ص" فى الغار قبل الرسالة والنبوة الا رحلة تأمل للكون والحياة ,وما كانت رحلة ابراهيم "ع" فى الكون والكونيات من القمر للشمس للنجوم الا تأملا للبحث عن سر الحياة , وغالبا ما يهدى التأمل للحقيقة أو الاقتراب منها بعكس التفلسف المحض فقد يضل , والتأمل تدبر وتفكر " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " وقال محمد رسول الله "ص" فى من قرأ الايات من آل عمران " ان فى خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الالباب....."190-194 ويل لمن قرأها ولم يتفكر أو يتدبر 
فالتأمل هو فكر عميق فى الاشياء ينتج عنه فقه وعلم وفلسفة جادة وايمان لا يتزحزح
النصيحة والتجريح والتشفى :
النصيحة :هى الارشاد بنية صالحة ومحبة للتغيير للأحسن , وهى واجبة لله ورسوله والمؤمنين والانسانية , شريطة اذا كانت لشخص غير شخصية عامة أن تكون بعيدا عن العلن , فالنصيحة عند ذلك فضيحة , ولا تؤتى ثمارها بل ترتد الى عكس ما تريد بالعناد والكبر . بينما نصيحة الشخصية العامة تكون على الملأ ,لانها لاصلاح وطن وبلد , شريطة الابتعاد عن البيوت أو الحياة الشخصية , وهنا لا عيب فيها ان كانت على التلفاز أو الجرائد أى الاعلام .
التجريح : هنا نلعب النفسنة فى النصيحة وحب الذات واكبارها , فعندما تنصح لا تريد النصيحة لوجه الله بل الانقاص من المنصوح وتجريحه خاصة أمام الناس , فالناصح هنا يريد اشهار نفسه وانه هو الاصح والكبير والعظيم على حساب المنصوح . وهذه النصيحة مرفوضة شرعا واخلاقا .
التشفى : والنصيحة هنا ليست ايضا لوجه الله بل اثبات أن حزبه أو جماعته هى التى تمتلك الحق والحقيقة والبيان فلو كانت هى الموجودة فى هذا المكان لاصبحت الحال أحسن , فهو يسب ويلعن وبيبن للناس أن غيره كله مسالب , فهو يتشفى من غيره لانه أخذ مكانه أو هو كان الاولى بالمكان على حسب زعمه . وهذه النصيحة مرفوضة , ونجدها على الساحة الآن , فلو كان محقا فى نصيحته لوجه بلا سباب أو اظهار ان الغير خطأ على الدوام .
الخصومة والخصام :
الخصومة :نتيجة تعاتب أو خلاف فى بعض وجهات النظر أو غضب وقتى , لهذا حدده رسول الله "ص" بثلاث أيام , والخيرية فى من يبدأ بالسلام , ولهذا كان أحد الحسينين سبطا رسول الله "ص" فى خصام مع أخيه فطلب أحدهما من الآخر أن يبدأه بالسلام لينال الخيرية , وقيل أن بعض الصحابة زاد عن الثلاث أيام فى الخصام لأن الامر كان يستدعى ذلك ومن هنا كان الفقه يوسع من الثلاث أيام لا خلافا للحديث ولكن لان بعض الامور قد تتطلب وقتا للرجوع لصفاء النفس .
ولكن الخصام والمشهور بألد الخصام كما وجد فى القرآن : فهو العداء الشديد ويحمل فى باطنه الكره والحقد والحسد , فصاحبه فاجر ولا يعرف السلام والسماحة .
العرجون :
هو سباطة البلح عندما تبدأ تتقوس وتلتف حول نفسها بدل الاستقامة , وشبه الله عز وجل دورة القمر من الهلال الى البدر ثم تناقصه الى الهلال بالعرجون القديم " حتى عاد كالعرجون القدم " .وهى قضية الاكتمال الذى يعنى النقص " ما اكتمل شىء الانقص " وعندما نزلت سورة النصر " اذا جاء نصر الله والفتح ..." علم منها رسول الله "ص" وأبو بكر وابن عباس "ر" أنها نزلت تنعى رسول الله "ص" وتعرفه أنه قادم على الموت فقد اكمل الرسالة . وحتى تدرج الانسان من الطفولة للشباب والقامة المعتدلة الى انحناء الظهر . فنحن كالعرجون القديم أيضا . وحتى قيل اذا اشتدظلام الليل دل على بدأ النهار " اشتدى يا ظلمة تنبلجى "
افتحوا البيبان ربما يمر بها نسمة حياة
الشاعر وحيد راغب

0 التعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات