ها أنــا ذا ::: بقلم الشاعر المبدع / محمــد أحمــدي
ها أنــا ذا
مثقـل بـي
والصحــراء فـي داخلــي تنفـث لعنتهــا
أنتعــل الألــمَ و العــدمَ
عاريــا أقــف
واجمــا و مزدحمــا
مسكونــا ببـرد المفـردات
واقف أنــا
ببهو الفــراغ الذي
يمـلأ القلـب و الذاكــرة
أتمعـن في معنى ألا أكـون حنظلـة
أو مقصلـة
ظللـت واقفـا
حتى مل مني الوقـوف
تعبـت
جلسـت على كرسي التيـه
و سألـت
مـا التيـه الذي أجلس فـوقـه
و يسكن فيّ
قـال الرفـاق : استمتـع بمـا تبقـّى لـك من الوقـت
صباحــا مســاء و يـوم الأحــد
فالوقـت يسـرق الشاعـر و الجسـد
قلـت : سُـرق الجسـد وصـار فوضـى
و الشاعـر أمعـن فـي الفوضـى
و لا شـئ ينتمـي للجسـد المنهــوك
فمـن أنــا ؟
أفتـح ألـف بـاب و كتـاب
و لا شئ غيـر السـراب
لا شئ غيـر العــدم
أشـرب القهـوة المـرة و اللألــم..
آه يا الحبيـب
ذاكـرة الجسـد الساخـن تبـرد
و تختفـي
و الهويـة منسيـة
و الوقـت مطيـة
يـا صاحبـي : لا وقـت لـدي لأدخـن بقايـا الوقـت
يُضنينـي ضيـق المكــان
قال أبو القاسـم : "يلزمـك أكثـر من تصعيـد للبكــاء
لك أن تعـد فتجـان قهـوة بـلا سكــر
و تدخـن آخـر سيجـارة
مانحـا رئتيـك فرصـة أخـرى
على يـد غربـة مقيتـة
و عصيـة".
قلت : ساعـة الخـوف لـم أخبـئ قـط ظلــي
و ما خنـت لغتـي يومـا
و ما جـف حليـب الصـدق فـي قلمــي
يا صاحبــي / يا صاحبــي /
أحب البـلاد التـي شيّدتهـا القصيـدة
أحب البـلاد كمـا لـم يحب البـلاد أحــد
و شعـري يلامـس النــار
و قلت سلامـا لمن لا سـلام لهــم
و قلت كلامـا لمن لا كـلام لهــم
هي ذي المسألـة ـ هي ذي المسألـة ـ
قالوا : ضـع شعـرك في المزبلـة
أبـواب الجنـة دونـك مـوصــدة
يـا للمهزلــة ـ يـــا للمهزلة ـ
.............................
.............................
هـا أنـا ذا
في الركـن المنسـيّ
خـارج أسـوار المدينــة
أغنـي لأرض لـم تعـد لــي.
لتسلـم المدينـة / لتسلـم المدينـة /
وذووها الطيبيـن من عفـن المدينـة
آه يــا صـاحبــي
أكـاد أجَــــن
و في القلـب نبـض يحـن.
..............................
.............................
هـا أنـا ذا
و السّحـب التي استلقـت فجــرا
على صـدر السمـاء
غـابـت فجــأة
هـا أنـا في الركـن منسيــا
أحمـل حزنـي و جسـدي
هـارب من المــوت إلى المــوت
و في حقيبتـي السـوداء المنسيـّـة
قصيــدة حبلــى
لم تُقـرأ بعـد
و ذكـرى قديمــة
و عقاقيــر
و أشيـاء أخـرى لا يعرفهـا إلاٌ ي.
لدي ما يكفـي
لافشـي سـر خياناتهــم
و أنتحــر مـلء القصيـــد.....
ـــ محمــد أحمــدي ـ
0 التعليقات:
إرسال تعليق