-جِرَاحُ القُدْسْ- :: بقلم الشاعر المبدع أ / سائد أبو أسد

-جِرَاحُ القُدْسْ-
يَا قُدْسُ جِرَاُحُكِ تُؤْلِمُنِيْ
أَفْدِيْكِ وَيَفْدِيْكِ رِفَاقِيْ
وَتُنَادِيْ وَتَصِيْحُ تَعَالُوا
فُكُّوا أَغْلَالِيْ وَوَثَاقِيْ
فَأَنَا قَدْ قَاسَيْتُ دُهُورَاً
قَدْ تُقْتُ لِلُقْيَا وَعِنَاقِ
وَقِبَابِيْ تَشْتَاقُ وَتَحْكِيْ
عَنْ سِيْرَةِ خَيْرِ اﻷَعْرَاقِ
وَمَآذِنُ مَسْجِدِنَا صَمَتَتْ
أَبْكِيْهَا بِدَمْعٍ رَقْرَاقِ
نَادَتْنِيْ اَقْبَلْتُ بِشَغَفٍ
وَالقَلْبُ يَهِيْمُ كَمُشْتَاقِ
فَحَزَمْتُ الشَّوْقَ بِدَمْعَاتِيْ
أَسْرَجْتُ خُيُولِيْ وَنِيَاقِيْ
وَمَضَيْتُ بِحَزْمٍ وَبِجَلَدٍ
وَبَذَلْتُ دِمَاءً وَمَآقِيْ
فَعُيُونُ القُدْسِ تُنَاجِيْنَا
هُبُّوا مِنْ شَامٍ وَعِرَاقِ
مِنْ مِصْرَ وَأُرْدُنٍ سِيْرُوا
مِنْ غَانَا وَكُلِّ اﻵفَاقِ
فَاﻷَقْصَى مَحْزُونٌ يَبْكِيْ
وَيُدَنَّسُ فِيْ كُلِّ رُوَاقِ
وَهِلَالُ القُبَّةِ يَرْقُبُنَا
يَرْنُو لِعُيُونِ العُشَّاقِ
وَنَظَرْتُ ألَيْهَا وَغَرَامِيْ
قَدْ فَاضَ وَهَمَّ بِأِغْرَاقِيْ
حَدَّقْتُ تَأَمَّلْتُ أُنَاجِيْ
فِيْ كُلِّ بِنَاءٍ وَزِقَاقِ
فَرَأَيُتُ القُدُسَ كَمَا طِفْلٍ
يُتِّمَ لَمْ يَحْظَ بِأِشْفَاقِ
ﻻ أُمٌّ لا جَدٌّ يَحْنُو
لا عَمٌّ لا خَالٌ بَاقِي
سَنَظَلُّ يتَامَى وَأَيَامَى
وَيُغَلْغِلُ قَهْرٌ أَعْمَاقِيْ
أَلَّا أنْ قُمْنَا َأحْرَارَاً
فَنُزِيلُ الظُّلْمَ بِأِحْراقِ
وَنُبِيْدُ طُغَاةً ظُلَّامَاً
وَنَلُوذُ بِرَبٍ خَلَّاقِ
سَائِد أَبو أَسَد