الخميس، 30 يونيو 2016

عَلى فِراشِ الموت $$ بقلم الشاعر والأديب أ / راضــي بـشــت




ـ عَلى فِراشِ الموت ـ
كَما يصعدُ الـنّسـغُ فـي الأشجارِ ..
كَـذلِـكَ يتـصاعدُ سُخـطَ المـوتِ عـندي 
لقد ضَجرتُ مِـن صُـحبـَةِ عَذابـاته ، مِـن مِزاحِـهِ الصّارخ الذي يَستلُ النـّبضَ مِنّي..حيثُ ﻻ شِعرَ بعد اليوم وليسَ هُنالكَ من قَلمٍ أو فكرة..ليسَ هُنالكَ من وقت .
يبدو أنَّ الوقت قد جاءَ مبكراً وأعشابُ النّـبضِ المُلقاةِ في أنساغي قد ذَبُـلتْ و تاهت عن رَحمِها ..فروحي اللحظةَ تغتَـسِلُ من طيفي المُـلَّـعق بالحَـياة ..و خِطوةٍ أخرى إضافيـّة ألـملمُ أطرافَ الوشل المُـتبقي منه  والمهدورِ تحت أقدامِ وجعي .
في أحلامي الحاضِرة دائماً ما أودعُ أحداً وأرحلُ بعيداً عنه ..فيها دائماً هم يـُلَوحونَ بأيديهم مودعين ولا يعلمونَ أني أعيش حلمَ الغيابِ حقيقةً .. إذ أتَكوّرُ كالمِسخِ الذي لم يتبقَ من إعتمادِ أوراق موتهِ سِوى الخَتم .
و حيث تَسقطُ السّاعاتُ سِراعاً كَرأسِ معدومٍ من على المقصلة ، أصيخُ بالسَّمع من حولي و أنا في غرفة اﻹنعاش ..
ياللهدوءَ الموحش كهدوء ِنبضَ الجُّـثةِ المُسجاةِ بِجوارِ سريري ،لقد إندلقَ بـِيسر ..لم يسرف كثيراً من الوجع و الأنين، على عجالةٍ إلتحفْ دثار الصَّمت ..ترك حفنةَ طين .
ﻻتيأس يا عَشيري ..إذ تﻻبست شتﻻتُ فوضى برمادِ فُراقك .
فأنتَ وعلى فراشِ سريرك المتعفن سيـَنبـَجسُ الحبلُ السّري بِـ أُحجيةِ الموت ، ستهمى أسدافُ اﻷسرار .. و ستكون السَّماءُ طَوقُ أبهةٍ لكَ وأنتَ تﻻحِقُ ماتَشرَّدَ منكَ وإن إعتراكَ شرودٌ باهِتٍ و فوت .
يا رَب..ّالليلةُ كم مِن شاهدةٍ بِحشرَجةِ نَزعِها،أدلت بِموتها،فرّت كَمﻻك جريحٍ مِن نافذةِ الرَّدهةِ يئِنُّ مُتسائلاً :ماذا اﻵنَ و بعد اﻵن؟
هل كذَّبتْ سَنواتُ العمر و حانَ للرحيلِ أوآن ؟
هل سَـيعدو الدّودُ جذﻻناً بدلَ النَّبضِ بالشّريان ؟
هل سيَّحلُُّ الذِهاب..أم نبقى عند العَتبة نتلمسُ أينَ الباب؟
هل سنأخُذُ حِلمنا ولو نِثاراً من ضباب .. وسكاكينُ الموتِ تُخشخِشُ عند أقدامِنا بين طيّاتِ السَّراب ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

إعلانات