♠ ♠ الفهم الوسطي ♠ ♠ $$ بقلم أ . د / محمد موسى
القول القصير في رمضان
الفهم الوسطي
شىء غريب هذا الفهم القاصر ففى القرن الأول من الهجرة فُتحت مصر ، وفهم الصحابي الجليل عمرو بن العاصى ومن معه هذا ، وبعد أكثر من 1400 عاماً ، لم يفهم البعض هذا ، فنجد أن البعض يخرج علينا في وسائل الإعلام يتصايحون ، ويقول المنهدس فلان والدكتور فلان ، وهم في الحقيقة ، يعكسون حال التعليم المتدهور الذى منحهم هذه المؤهلات ، خلال أكثر من 30 عام من تدهور التعليم يقدمون أمثلة تفتقر للمنطق مثلهم فى هذا مثل بعض الشيعة ، المنتشرون في بعض البلاد ومنهم الموجودن فى النجف وكربلاء يضربون صدورهم ويشقون ملابسهم وتنزف الدماء من رؤسهم وتسأل نفسك هل هذا هو الإسلام العظيم ، الإسلام ياسادة دين تدبير للامور وليس دين تبرير للامور ، فالله يدبر الأمر ، لم نسمع منهم حلاً للتردى فى الخدمات والتعليم والصحة ولا الفقر الذى ضرب الكثير من المسلمين ، وأصبح المسلمين في بعض بلادنا ينفذون أجندات غير إسلامية تخدم أعداء الأسلام بدعوة الجهاد فيقتل الرجال وتشرد النساء والأطغال والشيوخ وتبتلع مياه البحار الفارين من جحيم من يدعوا الإسلام وليس بعيد عنا أهلنا في سوريا الحبيبة أو في العراق أو قي ليبيا أو في اليمن ، الإسلام لا يعرف إلا الأمان لمن أسلم أو لمن هو على غير دين الأسلام ، ولا جهاد في بلاد إسلامية بل الجهاد في بلاد من إعتدى على المسلمين الأمنين ،نحن في حاجة الي الفهم والتطبيق العصري لهذا الدين العظيم ، حتى نكون صورة راقية تعكس ديننا للأخرين ، كل الكلام عن الشريعة واتفق إجماع الأئمه على كذا ، وفي هذا خير ولكن تسأل متى اتفق ، تجد منذ مئات السنين ، والبديهى أن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والظروف ، والشافعى كانت له فتاوى فى العراق جمعها في كتاب الأم إختلفت عندما جاء مصر وقدم فتاوى أخرى لأن الظروف والبيئة والإنسان أخذ في الإعتبار فقدم كتاب الأم الجديد ، وهكذا كل المتنورين من أصحاب العقول ، وهناك فقه للأقليات المسلمة التى تعيش في أوربا وأمريكا قد يختلف في كثير عن فقه الشعوب الني تعيش في البلاد الإسلامية ، وهناك من أفتى فى موضوع واحد برأين مختلفين ، فعندما سؤال الإمام الشافعي مرة من شخصين ، هل للقاتل من توبه قال لأحدهم نعم ، وقال للأخر لا حسب ظروف كل منهما ، فقد وجد في عين السائل الأول أنه كان قد قتل وندم ، وأما الثاني فيبحث عن مخرج قبل أن يقتل ، فقال له لا حتى يمنعه من القتل ، وأكرر أن هناك فقه يطبق فى بلاد الإسلام ولا يطبق فى البلاد الغير مسلمه ، على المسلمين ، أسأل نفسى متى سيظهر علماء مسلمين يتكلمون بغير هذا الاسلوب الذى يحير أأنزل الله دينه للحياة لتقوده مثل هذه العقول ، المغلقة على فكر قد ينفر من أعظم دين أنزله الله لهداية البشرية ، أعتقد أن الإجابه لا. الإسلام دين حياة ولا خلاف ، جناحيه العبادات والمعاملات ، العبادات ما بين العبد وربه لا يتدخل أحد في الحكم على عبادة غيره إلا إذا وجد خللاً يتعارض مع ما إتفقت عليه الأمه ، وما هو معروف من الدين بالضرورة ، والمعاملات هي ما بين الناس بعضهم وبعض ، على أنها تكون معاملات تعكس قيم الدين التي هي محفوظة في الصدور ، وقام العلماء بجمع كل ما قاله الرسول محمد صل الله عليه وسلم والتي جاءت في كتب الصحاح السته من البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وإبن ماجة وسنن أبي داود ، وجدت أن عددها 60 الف حديث ، 20 الف حديث يتكلم عن العبادات ، و40 الف حديث يتكلم عن الأخلاق ، ويقدم الإسلام حركة الناس وتعاملتهم في كثير من الأحيان عن العبادات ، فهذا الصحابى يرى رجلاً إنقطع للعبادة فى مسجد رسول الله صل الله عليه وسلم ، فيسأل من يطعمه قالوا أخاه قال أخوه أعبد منه ، ويمتد أثر الإسلام للمسلمين فى مجتمعهم وحياتهم ويعلموا يقيناً أن الإسلام ما دخل فى شىء إلا زانه ، وهذا الشيخ الجليل الذى زار إحدى البلاد الاوربية وقال قولته التى مازالت معنا ، رأيت إسلام بلا مسلمين وفى بلادى مسلمين بلا إسلام ، والإسلام لا يعرف الحرمان فكل منهى عنه له مخرجه الحلال نقول هذا لكل الذين يظهرون على الفضائيات ويقولون فى الإسلام كلام يثير الذعر ، وكأن الله لم يخلق الإنسان إلا ليعذبه ، وهذا أمراً بعيداًعن الحقيقة ، والبعض يحول الحياة الى صراع ، وتصبح الإنتخابات الديمقراطية في نظم الحياة السياسية الحديثة ، غزواً للصناديق ، وآخر لا يفرق بين تماثيل صنعتها الحضارة ، وهبل واللات والعزى ، وكأن الإنسان مازال بعقله الأول والذي دفعه الى هبادة الأصنام ، والحقيقة غير ذلك فقد نضج العقل وأدرك أن لهذا الكون إلاهاً صنع بحكمته هذا الوجود وأتقن كل شئ صنعه.
ا.د/ محمد موسى
0 التعليقات:
إرسال تعليق